سياسة

تحليل : حبوب الإجهاض أكثر أمانًا من “البنسلين” و”الفياغرا”

دبي، الإمارات العربية المتحدة ()– يُحوّل مسؤولو الصحة في إدارة ترامب أنظارهم نحو دواء شائع يُستخدم للإجهاض، يُعرف باسم “ميفيبريستون”، بحسب رسالة وُجّهت إلى 22 مدعيًا عامًا جمهوريًا.
وجاء في الرسالة التي وقعها وزير الصحة والخدمات الإنسانية، روبرت كينيدي جونيور، ومفوّض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الدكتور مارتي ماكاري: “تجري وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، من خلال إدارة الغذاء والدواء، مراجعة مستقلة للأدلة، تشمل أيضًا النتائج الواقعية المتعلقة بسلامة وفعالية الدواء”.
وتُظهر البيانات التي تم تحليلها بواسطة، أن “الميفيبريستون”، أول عقار في عملية الإجهاض الدوائي، أكثر أمانًا من بعض الأدوية الشائعة منخفضة المخاطر، مثل “البنسلين” و”الفياغرا”.
وسُجّلت خمس حالات وفاة مرتبطة بـ”الميفيبريستون” لكل مليون مستخدم في الولايات المتحدة منذ اعتماده من العام 2000 حتى العام 2023، بحسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أي بمعدل وفاة يبلغ 0. 0005٪.
في المقابل، يُعدّ خطر الوفاة الناتج عن “البنسلين”، وهو مضاد حيوي شائع يُستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية مثل الالتهاب الرئوي، أعلى بأربع مرّات مقارنة بـ”الميفيبريستون”، وفق دراسة حول ردود الفعل التحسسية المُهدّدة للحياة.
أمّا خطر الوفاة الناتج عن تناول “الفياغرا”، المستخدم لعلاج ضعف الانتصاب، فيزيد بنحو عشر مرات، بحسب دراسة أُشير إليها في المذكرة القانونية المقدمة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
وأوضحت أوشما أوبادياي، الأستاذة المشاركة في قسم التوليد وأمراض النساء وعلوم الإنجاب في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: “يستخدم الميفيبريستون منذ أكثر من 20 عامًا من قبل أكثر من خمسة ملايين شخص لديهم القدرة على الحمل. . وقد ثبتت سلامته بشكل قاطع”.
مقارنة حبوب الإجهاض بالبدائل الأخرى
أصبحت حبوب الإجهاض الطريقة الأكثر شيوعًا لإنهاء الحمل، إذ تُشكّل أكثر من نصف حالات الإجهاض في الولايات المتحدة في العام 2020، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها ().
وقالت أبيجيل أيكن، الأستاذة المساعدة في جامعة تكساس بأوستن التي تقود مجموعة بحثية حول حبوب الإجهاض، إن الشعبية المتزايدة لحبوب الإجهاض تعود إلى حد كبير، إلى إمكانية الوصول إليها.
وتابعت: “إنها تُقلّل من التكلفة والحواجز. . إذ لا ترغب كثير من النساء بالذهاب إلى العيادة”.
وتُعدّ حبوب الإجهاض خيارًا أكثر أمانًا مقارنةً بالإجهاض الجراحي والولادة، إذ تبلغ نسبة المضاعفات الخطيرة، مثل النزيف أو الالتهابات، نحو ثلث في المئة فقط، وفقًا لدراسة أُجريت في العام 2015، بقيادة أوبادياي.
وهذا يعني أنه من أصل أكثر من 11 ألف حالة، واجهت 35 حالة فقط مضاعفات خطيرة.
أما نسبة حدوث مضاعفات في الإجهاض الجراحي، الذي يُجرى في الثلث الثاني من الحمل أو بعده، فهي أعلى قليلًا، إذ تبلغ 0. 41 بحسب الدراسة نفسها.
وفي المقابل، تأتي الولادة في الصدارة بفارق كبير، مع نسبة تصل إلى 1. 3.
ورغم أن الإجهاض باستخدام “الميزوبروستول” وحده يُطبَّق في بلدان عدة حول العالم، إلّا أنه أقل فعالية، ويرتبط بارتفاع خطر حدوث مضاعفات خطيرة. وغالبًا ما يكون أكثر إيلامًا مقارنةً باستخدام المزيج المكوَّن من “الميفيبريستون” و”الميزوبروستول”، وفقًا للباحثة.
وقالت أيكن: “من الواضح أن الأشخاص يمكنهم استخدام عقاري ميفيبريستون وميزوبروستول في المنزل بأمان شديد، حتى من دون مساعدة مختّص طبّي”.
وأضافت دانا جونسون، الحاصلة على شهادة الماجستير في السياسات العامة، وطالبة دكتوراه بمجال السياسات العامة والديموغرافيا في جامعة تكساس بأوستن، لـ، في أبريلنيسان: “نظرًا إلى أن الميزوبروستول يُستخدم لعلاج حالات عدة منها قرحة المعدة، فهو متوفر بسهولة في الصيدليات، ومن غير المرّجح أن يُسحب من السوق قريبًا. ”
ومع ذلك، قد يفشل الإجهاض بالطريقة الأقل فعالية لدى بعض الأشخاص.
وخلُصت أوبادياي: “من الممكن ألّا تنجح الطريقة مع بعض الأشخاص، ما سيؤدي إلى إطالة فترة الإجهاض لديهم، وبحلول الوقت الذي يعودون فيه إلى العيادة، يكونون يسعون للإجهاض في مراحل متأخرة من الحمل. ”

المصدر: cnn

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى