سياسة

مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يستعرض لـ “سبوتنيك” تداعيات عامين من

: . 20251007مدير-المكتب-الإعلامي-الحكومي-في-غزة-يستعرض-لـ-سبوتنيك-تداعيات-عامين-من-حرب-الإبادة-الإسرائيلية-1105719323.
مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يستعرض لـ “سبوتنيك” تداعيات عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية
مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يستعرض لـ “سبوتنيك” تداعيات عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية
سبوتنيك عربي
في الذكرى الثانية لأحداث السابع من أكتوبرتشرين الأول، استعرض الدكتور إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تداعيات الحرب الكارثية على. . . 07. 10. 2025, سبوتنيك عربي
2025-10-0709: 4900002025-10-0709: 4900002025-10-0709: 490000
غزة
قطاع غزة
العدوان الإسرائيلي على غزة
إسرائيل
أخبار إسرائيل اليوم
حصري
حوارات
حركة حماس
العالم العربي: . . . 07900711057183850: 36: 700: 4301920080008596299212421216195960.
وقال الثوابتة في مقابلة مع “سبوتنيك”، إن القطاع قبل السابع من أكتوبر 2023، كان يعيش تحت حصار قاسٍ فرضه الاحتلال الإسرائيلي على مدار ثمانية عشر عامًا، حياة مدنية محدودة لكنها مستقرة نسبيًا، حيث كانت المؤسسات الحكومية والخدماتية تعمل بوتيرة مقبولة، وواصل أكثر من 2. 4 مليون مواطن فلسطيني ممارسة حياتهم وسط معاناة الحصار الطويل. وأكد الثوابتة أن الحرب الإسرائيلية استهدفت الحياة بكل أشكالها، مستخدمة سياسة ما يعرف بهندسة الإبادة الجماعية والفوضى، وهندسة المجاعة، وسياسة الأرض المحروقة، مستعرضًا أرقاما مفزعة خلفتها الحرب. وقال إن الاحتلال مسح 2700 أسرة من السجل المدني، وأباد أكثر من 6000 أسرة لم يتبق منها سوى ناجٍ وحيد، وأكثر من 2 مليون نازح قسرًا، وتدمير نحو 90 من البنى التحتية، وقتل أكثر من 67 ألف شهيد، مع وجود 9500 مفقود، معظمهم شهداء تحت الأنقاض، وأكثر من 190 ألف مصاب، بينهم أكثر من 32 ألف طفل وامرأة ومسن. ودمر أكثر من 700 ألف متر من شبكات المياه والصرف الصحي، و5 آلاف كيلومتر من شبكات الكهرباء، و247 مقرًا حكوميًا، و292 منشأة رياضية، و208 مواقع أثرية، وأكثر من ملياري كيلووات من الكهرباء. وإلى نص الحوار. . في الذكرى الثانية لأحداث السابع من أكتوبر. . . كيف كان قطاع غزة قبل هذا التاريخ؟قبل السابع من أكتوبر 2023، كان قطاع غزة يعيش حصارًا قاسيًا فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منذ قرابة 18 عامًا متواصلة. كان القطاع يعيش حياة مدنية محدودة لكنها مستقرة نسبيًا، حيث عملت المؤسسات الحكومية والخدماتية بوتيرة مقبولة، وواصل أكثر من 2. 4 مليون مواطن فلسطيني ممارسة حياتهم وسط معاناة الحصار الطويل. كانت المدارس والمستشفيات تعمل، والمصانع والمزارع تنتج ما يكفي السكان تقريبًا، لكن الاحتلال حوّل هذا الواقع إلى كارثة إنسانية كبرى، فبدأ بالعدوان الشامل على قطاع غزة، والذي دمر نحو 90 من البنية التحتية، وبدّل مشهد الحياة إلى مشهد إبادة جماعية وخراب ممنهج استهدف فيه الإنسان والأرض وكل مظاهر الحياة المدنية. مع بدء العدوان الإسرائيلي. . . كيف تطورت الأوضاع في غزة من الحياة إلى إعلان المجاعة؟منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، تحول القطاع إلى ساحة إبادة جماعية مفتوحة، إذ استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنشآت الحيوية بشكل مقصود ومتعمد، كما استهدفت مصادر الغذاء والمياه والطاقة. فرض الاحتلال حصارًا شاملًا ومنع دخول أكثر من 330 ألف شاحنة مساعدات إلى القطاع، واستهدف 61 مركزًا لتوزيع المساعدات، وكذلك استهدف 47 تكية طعام، ما أدى إلى انهيار كامل في سلاسل الإمداد. ومع مرور الوقت، تفاقمت الكارثة الإنسانية، حتى أعلنت المؤسسات الدولية والأممية دخول قطاع غزة في مرحلة المجاعة الحقيقية، حيث استشهد أكثر من 460 إنسانًا مدنيًا بسبب الجوع وسوء التغذية، وعدد كبير منهم من فئة الأطفال. باتت المجاعة تهدد حياة أكثر من 650 ألف طفل فلسطيني، ونحو 40 ألف رضيع، في ظل منع إدخال الغذاء وحليب الأطفال والأدوية. حدّثنا عن مخلفات العدوان على قطاع غزة والآثار التي تركتها الحرب هناك؟بداية العدوان على قطاع غزة، ترك دمارًا شاملًا وبنية تحتية متهالكة، إذ بلغ مستوى الدمار في القطاع نحو 90 من البنى التحتية، حيث تم تدمير أكثر من 268 ألف وحدة سكنية بشكل كلي. أخرج الاحتلال 38 مستشفى عن الخدمة استهدفها إما بالحرق أو التدمير أو القصف أو الاقتحام، ودمر 96 مركزًا صحيًا وأخرجها عن الخدمة بشكل كامل، فيما لحقت الأضرار بنسبة 95 من المدارس والجامعات الفلسطينية في قطاع غزة. هذا الدمار الواسع رافقته مجازر مروعة بحق السكان المدنيين، حيث تعرضت أكثر من 39 ألف أسرة فلسطينية للمجازر. أباد الاحتلال بشكل كامل أكثر من 2700 أسرة ومسحها من السجل المدني، بعدد أكثر من 8500 شهيد، أي أن الاحتلال قتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة لـ 2700 أسرة. وكذلك أباد أكثر من 6000 أسرة لم يتبق منها سوى ناجٍ وحيد فقط، بعدد شهداء أكثر من 12900 شهيد. كما خلف الاحتلال أكثر من 2 مليون نازح قسرًا، يعيشون في ظروف قاسية بلا مأوى ولا ماء ولا علاج. إنها فعلًا أكبر مأساة إنسانية شهدها العصر الحديث. حدّثنا بالأرقام عن عدد القتلى والجرحى وحجم الدمار في البنى التحتية؟الاحتلال استخدم سياسة الأرض المحروقة، فقتل منذ بداية الإبادة الجماعية أكثر من 67 ألف شهيد ممن وصلوا إلى المستشفيات، مع وجود 9500 مفقود حتى هذه اللحظة، معظمهم شهداء تحت الأنقاض، تحت البنايات المدمرة. الاحتلال الإسرائيلي هدم المنازل فوق رؤوس المدنيين ولم يتم انتشال جثامينهم حتى هذه اللحظة، ولم يُحسبوا ضمن أعداد الشهداء لأنهم لم يصلوا إلى المستشفيات بعد. إضافة إلى أن الاحتلال أوقع أكثر من 190 ألف مصاب، بينهم أكثر من 32 ألف طفل وامرأة ومسن قتلهم الاحتلال الإسرائيلي من بين الشهداء الذين وصلوا للمستشفيات. قصف الاحتلال الإسرائيلي البنية التحتية المدنية بشكل متعمد، فدمر أكثر من 700 ألف متر من شبكات المياه والصرف الصحي، وأكثر من 5 آلاف كيلومتر من شبكات الكهرباء، وأكثر من 247 مقرًا حكوميًا دمرها الاحتلال بشكل كامل، إضافة إلى تدمير 292 منشأة رياضية، وكذلك 208 مواقع أثرية. كما حرم القطاع من أكثر من ملياري كيلووات من الكهرباء، حيث إن جميع محافظات قطاع غزة منقطع عنها الكهرباء بشكل كامل، منذ بدء حرب الإبادة. وما يعمل فقط المستشفيات وبعض المراكز التي تقوم على المولدات الكهربائية، إضافة لعدم وجود السولار والوقود، يسبب كارثة حقيقية لبعض المستشفيات التي تعاني بشكل كبير جدًا بسبب ذلك. لقد استهدف الاحتلال الإسرائيلي الحياة بكل أشكالها، بشكل مقصود فيما يعرف بهندسة الإبادة الجماعية، وهندسة الفوضى، في تحدٍ صارخ لاتفاقيات جنيف، والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. كيف ترى مستقبل قطاع غزة بعد وقف العدوان. . ما الذي يحتاجه مجددًا لعودة الحياة؟مستقبل قطاع غزة بعد العدوان مرهون بإعادة الإعمار الشامل ورفع الحصار ووقف العدوان المستمر. القطاع بحاجة إلى خطة إنقاذ دولية عاجلة، هذه الخطة تشمل إعادة بناء المساكن والبنى التحتية، وكذلك بناء جميع القطاعات الـ 15 التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، في مقدمتها إعادة بناء المستشفيات والمدارس، وشبكات المياه والكهرباء. كما يحتاج قطاع غزة إلى ضمانات قانونية دولية تمنع تكرار العدوان، وتحاسب الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه. نحن نتحدث عن خسائر مباشرة أولية تتجاوز 70 مليار دولار، وعن مجتمع دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقومات حياته بشكل كامل. الإعمار يجب أن يكون إنسانيًا عادلًا ومستقلًا، غير خاضع للاحتلال الإسرائيلي، أو للابتزاز السياسي. ماذا عن الجهود المبذولة التي أوصلت القطاع إلى هذا الوضع؟منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني، بذلت الجهات الحكومية في قطاع غزة وكذلك الجهات الأهلية جهودًا جبارة، لحماية ما يمكن إنقاذه من حياة الناس وخدماتهم، وتقديم الخدمة لهم، على الرغم من الانعدام شبه الكامل للإمكانيات. فقد عملت الطواقم الطبية والدفاع المدني والبلديات تحت القصف المستمر، وقدمت تضحيات كبيرة، حيث استشهد منهم أكثر من 2700 كادر صحي ومسعفين والكوادر الخدماتية. إضافة إلى ذلك استهدف الاحتلال كل بنية الدعم والإغاثة ومنع إدخال المساعدات، فيما يعرف بهندسة المجاعة، ما أدى إلى تفاقم الكارثة. ورغم ذلك استمر العمل الإنساني والإعلامي والحقوقي، من أجل توثيق الجرائم التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك كشف زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم. كيف تمكنتم من مجابهة الاحتلال ومحاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية؟شعبنا الفلسطيني العظيم واجه العدوان الإسرائيلي بسياسة الصمود الشعبي والرسمي، حيث رفض أبناء الشعب الفلسطيني كل محاولات التهجير القسري التي تعتبر جريمة ضد الإنسانية، والتي سعى الاحتلال لتنفيذها على مدار أيام حرب الإبادة. نتحدث عن 730 يومًا كان الاحتلال يوميًا يهدد شعبنا بالتهجير، ويجبرهم على إخلاء مساكنهم وإخلاء أحيائهم السكنية. وكذلك رغم القصف صمد الشعب الفلسطيني في مساكنه وقراه ومخيماته ومدنه رغم المجازر. الناس تمسكوا بحقهم في أرضهم ومنازلهم وواجهوا التجويع والإبادة بثبات نادر ومنقطع النظير. كما واصلت الجهات الحكومية رغم القصف والاستهداف عملها في توثيق الجرائم، وتقديم المساعدات وتنظيم الإيواء. كانت المعركة معركة بقاء وكرامة، واجهنا فيها الاحتلال الإسرائيلي بإرادة الحياة لا بالسلاح فقط، ونجح شعبنا الفلسطيني في إفشال مخططات الاحتلال الرامية لإفراغ القطاع من سكانه الأصليين. وماذا عن جهودكم في الإعلام الحكومي. . . وإلى أي مدى تراها قد نجحت في تحويل الرأي العام العالمي ضد إسرائيل وصولًا للعزلة؟صراحة منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على القطاع، نحن في المكتب الإعلامي الحكومي تبنينا خطابًا مهنيًا موثقًا بالأدلة والحقائق الميدانية والبيانات الرسمية. ركز الخطاب على كشف جرائم الاحتلال بلغة إنسانية وقانونية للعالم. عملنا على نشر الإحصائيات المحدثة والتقارير الحقوقية والترجمات الدقيقة بعدة لغات، وأطلقنا حملات إعلامية واسعة وموجهة للمؤسسات الدولية والرأي العام الغربي. أسهمت هذه الجهود في إحداث تحول جذري في الوعي العالمي تجاه جرائم الاحتلال، وأدت إلى عزله سياسيًا وأخلاقيًا، وإلى تصاعد المطالبات الدولية بمحاسبة الاحتلال ومجرمي الحرب الإسرائيليين على جرائمهم التي ارتكبوها في قطاع غزة، جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم التجويع والتدمير الممنهج التي نفذتها القوات الإسرائيلية الاحتلالية على مدار الساعة، طيلة حرب الإبادة الجماعية التي يأتي اليوم ذكراها الثانية، عامان كاملان على استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. أجرى المقابلة: وائل مجدي: . 20251007بعد-عامين-من-الحرب-على-غزة-90-من-القطاع-مدمر-و70-مليار-دولار-خسائر-أولية—1105685332. : . 20251007عضو-المجلس-السياسي-لـ-حزب-الله-في-حال-تنفيذ-خطة-ترامب-بشأن-غزة-قد-نشهد-تصعيدا-عسكريا-في-لبنان—-1105717090. : . 20251007مصر-مفاوضات-شرم-الشيخ-تناقش-إنشاء-آلية-أمنية-تضمن-الانسحاب-الإسرائيلي-الكامل-من-قطاع-غزة—عاجل-1105709028. : . 20251007ترامب-يتحدث-عن-تلقيه-إشارة-قوية-جدا-من-إيران-بشأن-اتفاق-غزة-1105708685. : . 20251007نتنياهو-نقترب-من-نهاية-الحرب-في-غزة-1105707589.
غزة
قطاع غزة
إسرائيل
سبوتنيك عربي. .
749564566012025
سبوتنيك عربي. .
74956456601
الأخبار
سبوتنيك عربي. .
74956456601: . . . 079007110571838540: 0: 661: 46619200800054974669577208071289. سبوتنيك عربي. .
74956456601
غزة, قطاع غزة, العدوان الإسرائيلي على غزة, إسرائيل, أخبار إسرائيل اليوم, حصري, حوارات, حركة حماس, العالم العربي
غزة, قطاع غزة, العدوان الإسرائيلي على غزة, إسرائيل, أخبار إسرائيل اليوم, حصري, حوارات, حركة حماس, العالم العربي
مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يستعرض لـ “سبوتنيك” تداعيات عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية
حصري
في الذكرى الثانية لأحداث السابع من أكتوبرتشرين الأول، استعرض الدكتور إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تداعيات الحرب الكارثية على مناحي الحياة كافة في القطاع، وكشف عن أرقام مفزعة خلفتها الحرب.
وقال الثوابتة في مقابلة مع ”
سبوتنيك”، إن القطاع قبل السابع من أكتوبر 2023، كان يعيش تحت حصار قاسٍ فرضه الاحتلال الإسرائيلي على مدار ثمانية عشر عامًا، حياة مدنية محدودة لكنها مستقرة نسبيًا، حيث كانت المؤسسات الحكومية والخدماتية تعمل بوتيرة مقبولة، وواصل أكثر من 2. 4 مليون مواطن فلسطيني ممارسة حياتهم وسط معاناة الحصار الطويل.
وأكد الثوابتة أن الحرب الإسرائيلية استهدفت الحياة بكل أشكالها، مستخدمة سياسة ما يعرف بهندسة الإبادة الجماعية والفوضى، وهندسة المجاعة، وسياسة الأرض المحروقة، مستعرضًا أرقاما مفزعة خلفتها الحرب.
وقال إن الاحتلال مسح 2700 أسرة من السجل المدني، وأباد أكثر من 6000 أسرة لم يتبق منها سوى ناجٍ وحيد، وأكثر من 2 مليون نازح قسرًا، وتدمير نحو 90 من البنى التحتية، وقتل أكثر من 67 ألف شهيد، مع وجود 9500 مفقود، معظمهم شهداء تحت الأنقاض، وأكثر من 190 ألف مصاب، بينهم أكثر من 32 ألف طفل وامرأة ومسن. ودمر أكثر من 700 ألف متر من شبكات المياه والصرف الصحي، و5 آلاف كيلومتر من شبكات الكهرباء، و247 مقرًا حكوميًا، و292 منشأة رياضية، و208 مواقع أثرية، وأكثر من ملياري كيلووات من الكهرباء.
في الذكرى الثانية لأحداث السابع من أكتوبر. . . كيف كان قطاع غزة قبل هذا التاريخ؟
قبل السابع من أكتوبر 2023، كان قطاع غزة يعيش حصارًا قاسيًا فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منذ قرابة 18 عامًا متواصلة. كان القطاع يعيش حياة مدنية محدودة لكنها مستقرة نسبيًا، حيث عملت المؤسسات الحكومية والخدماتية بوتيرة مقبولة، وواصل أكثر من 2. 4 مليون مواطن فلسطيني ممارسة حياتهم وسط معاناة الحصار الطويل. كانت المدارس والمستشفيات تعمل، والمصانع والمزارع تنتج ما يكفي السكان تقريبًا، لكن الاحتلال حوّل هذا الواقع إلى كارثة إنسانية كبرى، فبدأ بالعدوان الشامل على قطاع غزة، والذي دمر نحو 90 من البنية التحتية، وبدّل مشهد الحياة إلى مشهد إبادة جماعية وخراب ممنهج استهدف فيه الإنسان والأرض وكل مظاهر الحياة المدنية.
مع بدء العدوان الإسرائيلي. . . كيف تطورت الأوضاع في غزة من الحياة إلى إعلان المجاعة؟
منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، تحول القطاع إلى ساحة إبادة جماعية مفتوحة، إذ استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنشآت الحيوية بشكل مقصود ومتعمد، كما استهدفت مصادر الغذاء والمياه والطاقة. فرض الاحتلال حصارًا شاملًا ومنع دخول أكثر من 330 ألف شاحنة مساعدات إلى القطاع، واستهدف 61 مركزًا لتوزيع المساعدات، وكذلك استهدف 47 تكية طعام، ما أدى إلى انهيار كامل في سلاسل الإمداد. ومع مرور الوقت، تفاقمت الكارثة الإنسانية، حتى أعلنت المؤسسات الدولية والأممية دخول قطاع غزة في مرحلة المجاعة الحقيقية، حيث استشهد أكثر من 460 إنسانًا مدنيًا بسبب الجوع وسوء التغذية، وعدد كبير منهم من فئة الأطفال. باتت المجاعة تهدد حياة أكثر من 650 ألف طفل فلسطيني، ونحو 40 ألف رضيع، في ظل منع إدخال الغذاء وحليب الأطفال والأدوية.
حدّثنا عن مخلفات العدوان على قطاع غزة والآثار التي تركتها الحرب هناك؟
بداية العدوان على قطاع غزة، ترك دمارًا شاملًا وبنية تحتية متهالكة، إذ بلغ مستوى الدمار في القطاع نحو 90 من البنى التحتية، حيث تم تدمير أكثر من 268 ألف وحدة سكنية بشكل كلي. أخرج الاحتلال 38 مستشفى عن الخدمة استهدفها إما بالحرق أو التدمير أو القصف أو الاقتحام، ودمر 96 مركزًا صحيًا وأخرجها عن الخدمة بشكل كامل، فيما لحقت الأضرار بنسبة 95 من المدارس والجامعات الفلسطينية في قطاع غزة.
هذا الدمار الواسع رافقته مجازر مروعة بحق السكان المدنيين، حيث تعرضت أكثر من 39 ألف أسرة فلسطينية للمجازر. أباد الاحتلال بشكل كامل أكثر من 2700 أسرة ومسحها من السجل المدني، بعدد أكثر من 8500 شهيد، أي أن الاحتلال قتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة لـ 2700 أسرة. وكذلك أباد أكثر من 6000 أسرة لم يتبق منها سوى ناجٍ وحيد فقط، بعدد شهداء أكثر من 12900 شهيد. كما خلف الاحتلال أكثر من 2 مليون نازح قسرًا، يعيشون في ظروف قاسية بلا مأوى ولا ماء ولا علاج. إنها فعلًا أكبر مأساة إنسانية شهدها العصر الحديث.
حدّثنا بالأرقام عن عدد القتلى والجرحى وحجم الدمار في البنى التحتية؟
الاحتلال استخدم سياسة الأرض المحروقة، فقتل منذ بداية الإبادة الجماعية أكثر من 67 ألف شهيد ممن وصلوا إلى المستشفيات، مع وجود 9500 مفقود حتى هذه اللحظة، معظمهم شهداء تحت الأنقاض، تحت البنايات المدمرة. الاحتلال الإسرائيلي هدم المنازل فوق رؤوس المدنيين ولم يتم انتشال جثامينهم حتى هذه اللحظة، ولم يُحسبوا ضمن أعداد الشهداء لأنهم لم يصلوا إلى المستشفيات بعد. إضافة إلى أن الاحتلال أوقع أكثر من 190 ألف مصاب، بينهم أكثر من 32 ألف طفل وامرأة ومسن قتلهم الاحتلال الإسرائيلي من بين الشهداء الذين وصلوا للمستشفيات.
قصف الاحتلال الإسرائيلي البنية التحتية المدنية بشكل متعمد، فدمر أكثر من 700 ألف متر من شبكات المياه والصرف الصحي، وأكثر من 5 آلاف كيلومتر من شبكات الكهرباء، وأكثر من 247 مقرًا حكوميًا دمرها الاحتلال بشكل كامل، إضافة إلى تدمير 292 منشأة رياضية، وكذلك 208 مواقع أثرية. كما حرم القطاع من أكثر من ملياري كيلووات من الكهرباء، حيث إن جميع محافظات قطاع غزة منقطع عنها الكهرباء بشكل كامل، منذ بدء حرب الإبادة. وما يعمل فقط المستشفيات وبعض المراكز التي تقوم على المولدات الكهربائية، إضافة لعدم وجود السولار والوقود، يسبب كارثة حقيقية لبعض المستشفيات التي تعاني بشكل كبير جدًا بسبب ذلك.
لقد استهدف الاحتلال الإسرائيلي الحياة بكل أشكالها، بشكل مقصود فيما يعرف بهندسة الإبادة الجماعية، وهندسة الفوضى، في تحدٍ صارخ لاتفاقيات جنيف، والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
كيف ترى مستقبل قطاع غزة بعد وقف العدوان. . ما الذي يحتاجه مجددًا لعودة الحياة؟
مستقبل قطاع غزة بعد العدوان مرهون بإعادة الإعمار الشامل ورفع الحصار ووقف العدوان المستمر. القطاع بحاجة إلى خطة إنقاذ دولية عاجلة، هذه الخطة تشمل إعادة بناء المساكن والبنى التحتية، وكذلك بناء جميع القطاعات الـ 15 التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، في مقدمتها إعادة بناء المستشفيات والمدارس، وشبكات المياه والكهرباء.
كما يحتاج قطاع غزة إلى ضمانات قانونية دولية تمنع تكرار العدوان، وتحاسب الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه. نحن نتحدث عن خسائر مباشرة أولية تتجاوز 70 مليار دولار، وعن مجتمع دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقومات حياته بشكل كامل.
الإعمار يجب أن يكون إنسانيًا عادلًا ومستقلًا، غير خاضع للاحتلال الإسرائيلي، أو للابتزاز السياسي.
ماذا عن الجهود المبذولة التي أوصلت القطاع إلى هذا الوضع؟
منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني، بذلت الجهات الحكومية في قطاع غزة وكذلك الجهات الأهلية جهودًا جبارة، لحماية ما يمكن إنقاذه من حياة الناس وخدماتهم، وتقديم الخدمة لهم، على الرغم من الانعدام شبه الكامل للإمكانيات. فقد عملت الطواقم الطبية والدفاع المدني والبلديات تحت القصف المستمر، وقدمت تضحيات كبيرة، حيث استشهد منهم أكثر من 2700 كادر صحي ومسعفين والكوادر الخدماتية. إضافة إلى ذلك استهدف الاحتلال كل بنية الدعم والإغاثة ومنع إدخال المساعدات، فيما يعرف بهندسة المجاعة، ما أدى إلى تفاقم الكارثة. ورغم ذلك استمر العمل الإنساني والإعلامي والحقوقي، من أجل توثيق الجرائم التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك كشف زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم.
كيف تمكنتم من مجابهة الاحتلال ومحاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية؟
شعبنا الفلسطيني العظيم واجه العدوان الإسرائيلي بسياسة الصمود الشعبي والرسمي، حيث رفض أبناء الشعب الفلسطيني كل محاولات التهجير القسري التي تعتبر جريمة ضد الإنسانية، والتي سعى الاحتلال لتنفيذها على مدار أيام حرب الإبادة. نتحدث عن 730 يومًا كان الاحتلال يوميًا يهدد شعبنا بالتهجير، ويجبرهم على إخلاء مساكنهم وإخلاء أحيائهم السكنية. وكذلك رغم القصف صمد الشعب الفلسطيني في مساكنه وقراه ومخيماته ومدنه رغم المجازر. الناس تمسكوا بحقهم في أرضهم ومنازلهم وواجهوا التجويع والإبادة بثبات نادر ومنقطع النظير. كما واصلت الجهات الحكومية رغم القصف والاستهداف عملها في توثيق الجرائم، وتقديم المساعدات وتنظيم الإيواء. كانت المعركة معركة بقاء وكرامة، واجهنا فيها الاحتلال الإسرائيلي بإرادة الحياة لا بالسلاح فقط، ونجح شعبنا الفلسطيني في إفشال مخططات الاحتلال الرامية لإفراغ القطاع من سكانه الأصليين.
وماذا عن جهودكم في الإعلام الحكومي. . . وإلى أي مدى تراها قد نجحت في تحويل الرأي العام العالمي ضد إسرائيل وصولًا للعزلة؟
صراحة منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على القطاع، نحن في المكتب الإعلامي الحكومي تبنينا خطابًا مهنيًا موثقًا بالأدلة والحقائق الميدانية والبيانات الرسمية. ركز الخطاب على كشف جرائم الاحتلال بلغة إنسانية وقانونية للعالم. عملنا على نشر الإحصائيات المحدثة والتقارير الحقوقية والترجمات الدقيقة بعدة لغات، وأطلقنا حملات إعلامية واسعة وموجهة للمؤسسات الدولية والرأي العام الغربي.
أسهمت هذه الجهود في إحداث تحول جذري في الوعي العالمي تجاه جرائم الاحتلال، وأدت إلى عزله سياسيًا وأخلاقيًا، وإلى تصاعد المطالبات الدولية بمحاسبة الاحتلال ومجرمي الحرب الإسرائيليين على جرائمهم التي ارتكبوها في قطاع غزة، جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم التجويع والتدمير الممنهج التي نفذتها القوات الإسرائيلية الاحتلالية على مدار الساعة، طيلة حرب الإبادة الجماعية التي يأتي اليوم ذكراها الثانية، عامان كاملان على استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

المصدر: sarabic

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى