سياسة

الأمريكيون يتظاهرون بأنهم كنديون لتجنّب الكراهية.. وهذه العلامات تكشفهم

دبي، الإمارات العربية المتحدة ()– كانت سوزانا شانكار تجوب إسبانيا بمفردها هذا الصيف، عندما قابلت مسافرًا رفض التصديق بأنّها كندية.
كانت شانكار في الفندق الذي تمكث فيه عندما بدأت بالحديث مع رجلٍ مسنٍّ بلكنةٍ بريطانية.
ومثلما يفعل المسافرون عادةً، سألها المسنّ من أي بلد تأتي، وعندما أجابته بأنها من فانكوفر بكندا، اتخذ الحديث منعطفًا غير متوقّع.
نظر الرجل إليها بريبةٍ على الفور واتّهمها بالكذب.
لكن شانكار البالغة من العمر 37 عامًا، التي تدير مواقع إلكترونية تتمحور حول السياحة المتجدّدة والمستدامة، تحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية، فوالدها كندي ووالدتها أمريكية.
لأسبابٍ سياسية، تُعرِّف شانكار عن نفسها ككندية، لكن في بعض الأحيان، قد تكشف لهجتها الأمريكية خلفيّتها.
وعند حديثها عن شكوك الرجل، قالت: “أعتقد أنّ شكوكه نابعة إلى حدٍ ما من محاولة الكثير من الأمريكيين التظاهر بأنّهم كنديّون”.
تُشير شانكار إلى ممارسة قديمة تُعرف باسم “خدعة العلم”، حيث يتظاهر بعض الأمريكيين بأنّهم كنديون أثناء السفر إلى الخارج لتجنّب المشاعر المعادية لأمريكا.
من الانتقادات المنتشرة عبر الإنترنت ضد ممارسة “سرقة العلم” كونها لا تخدع أحدًا، إذ يقول كثيرون إنّه من السهل تمييز الأمريكيين عن الكنديين، بغض النظر عن عدد الأعلام المزينة بالقيقب التي يرتدونها.
لكن هل الأمر صحيح؟
الفروق بين الأمريكيين والكنديين
يرى العديد من المرشدين السياحيين الأوروبيين الذين يعملون مع الأمريكيين والكنديين أنّه من السهل التمييز بينهم.
وعندما يتعلق الأمر بالأمريكيين، قالت دينيسا بودراتسكا، من سكان لندن، ومؤسِّسة شركة ” “، التي تُنظّم جولات خاصة للسيّاح الأثرياء منذ العام 2014، إنّ واحدة من أسهل الطرق للتعرف عليهم في الخارج أنّك تسمعهم قبل أن تراهم.
وأوضحت بودراتسكا: “دائمًا ما تسمع الأمريكيين لأنّهم صاخبون. إنّهم لطفاء للغاية وصاخبون”.
ومن ثمّ أضافت: “الكنديون لا يلفتون الانتباه بقدر الأمريكيين. أثناء المحادثات، هم أكثر تحفظًا”.
وأشار الباريسي، برتران دالمان، مؤسِّس شركة ” ” للجولات السياحية، إلى أنّ الكنديين يعرِّفون عن أنفسهم بأنهم كنديون على الفور.
وقد اتفق مرشدون سياحيون آخرون على هذا الأمر، معتقدين أنّهم يفعلون ذلك لتجنّب الخلط بينهم وبين الأمريكيين.
لا توجد أبحاث أكاديمية تدرس الاختلافات بين السيّاح الأمريكيين والكنديين في الخارج، وفقًا لأستاذ إدارة الضيافة في جامعة ميسوري، كيم داي يونغ، غير أنّ بحثه الخاص يُقدّم نظرة ثاقبة حول كيفية تأثير جنسية السائح، وشعوره بالاستحقاق، ومكانته الاجتماعية المُتصوَّرة على تفاعلاته في أي وجهة سفر.
وشرح كيم لـ: “تُظهر النتائج باستمرار أنّ جنسية المسافر يُمكن أن تُؤثر بشكلٍ كبير على سلوكه في الخارج”، مضيفًا أنّه “عندما يزور الأفراد وجهةً يعتبرونها أكثر تقدّمًا من بلدهم الأصلي، فهم أقل عرضة للانخراط في سلوكيات سيئة. ويميل الأفراد ذاتهم إلى الانخراط بسلوكيات سيئة أكثر عند السفر إلى بلد يعتبرونه أقل تقدمًا”.
الأمريكيون أكثر صراحة
رُغم عدم وجود دراسات علمية كافية بشأن هذا الموضوع، إلا أنّ لدى خبراء السفر الكثير من الملاحظات الأخرى حول الاختلافات بين المسافرين من الولايات المتحدة وكندا.
وأفاد الأسترالي لي بارنز، مسؤول منطقة الأمريكتين لدى شركة ” ” للجولات السياحية، أنّ الكنديين يميلون للتمتع بحس المغامرة، ومنفتحون على الأنشطة الجديدة والعفوية، فيما يميل الأمريكيون إلى تفضيل الهيكلية والتنظيم.
كما أضاف بارنز أنّ الكنديين أقل ميلاً للشكوى علنًا في حال عدم الرضا عن شيءٍ ما، فيما الأمريكيون أكثر صراحةً عند عدم تلبية شيء لمعاييرهم.
وتابع: “الأمريكيون أكثر صخبًا، ويطرحون أسئلة أكثر، كما أنّهم أكثر صراحة”.
لكن الاختلافات الحقيقية تبدأ بالظهور أثناء التعمّق في الحوار، إذ تُسلِّط إشارات خفية في الآراء والسلوكيات الضوء على الاختلافات الثقافية بين البلدين.
في مقابلتين منفصلتين، اتفق كلّ من بودراتسكا ودالمان على أنّ الكنديين يميلون إلى التمتع بفهمٍ أوسع للتاريخ الأوروبي والأحداث الجارية مقارنةً بالمسافرين الأمريكيين، نظراً لارتباطهم التاريخي بأوروبا كدولة عضو في الكومنولث، إضافةً لتراثهم الفرنسي الكندي.
“أنت في منطقتهم”
حذّر البريطاني تشارلي هاريسون، مؤسِّس شركة ” ” التي تأخذ من لندن مقرًّا لها، السيّاح الأمريكيين من افتراض أنّ الثقافة الأمريكية هي المعيار الذي يُقاس به العالم.
إذ شهدت المواطنة الأمريكية الكندية البالغة من العمر 64 عامًا، سيندي جاسو، ذلك خلال رحلة إلى أوروبا هذا الصيف مع رفيقة سفر أمريكية.
لم تتردّد جاسو في تأنيب رفيقتها عندما اشتكت من ضيق الطرق المرصوفة بالحصى، وانعدام مكيّفات الهواء، وعدم إتقان بعض السكان المحليين للغة الإنجليزية.
تتذكر جاسو أنّها قالت لصديقتها: “أنت تتوقعين من المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة أن يتحدثوا اللغة الإنجليزية، لكن أنت في منطقتهم الآن”.
“نسخة فريدة وأصيلة من أنفسهم”
ترى شانكار أنّ الاختلافات بين الكنديين والأمريكيين تكمن في أسلوب حوارهم بالأماكن العامة.
وشرحت: “في الولايات المتحدة، تربينا على أن نكون واثقين من أنفسنا. . لذا يميل الأمريكيون إلى أن يكونوا أكثر جرأة. أعتقد أنّ أهم ما يميزهم يتمثّل بقدرتهم على أن يكونوا نسخة فريدة وأصيلة عن أنفسهم”.
وأضافت أنّ الكنديين من ناحية أخرى يتمتعون بطابع جماعي بشكلٍ أكبر، وهم قادرون على الاندماج والتكيف مع المساحات الثقافية المختلفة، وهي العقلية التي تتبنّاها.

المصدر: cnn

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى