سحب عملاقة وفيضانات مدمرة واضطرابات اجتماعية.. صور تُظهر مستقبلًا مخيفًا للبشرية

دبي، الإمارات العربية المتحدة ()– تتراجع بحيرة الملح الكبرى في ولاية يوتا الأمريكية بسرعة، مع فقدانها 73 من مياهها و60 من مساحتها السطحية منذ منتصف القرن الـ19 بسبب الإفراط في استخراج المياه.
ما كان في السابق نظامًا بيئيًا مهمًا، يدعم هطول الأمطار ويوفر موطنًا لملايين الطيور المهاجرة، أصبح الآن مُعرّضًا لخطر الاختفاء التام.
وثّق الفنان التشيلي، ألفريدو جار، الكارثة، فتُظهر صوره الجوية مياهًا ضحلة، وأرضًا جرداء، وغبارًا سامًا.
ووصف جار صوره بكونها “رثاءً لكوكبنا المُحتضر”.
فازت سلسلته، التي تحمل عنوان “النهاية” ( )، بجائزة ” ” العالمية المرموقة الخاصة بالتصوير والاستدامة.
تُركز الجائزة، وهي في نسختها الـ11، على قضية استدامة مختلفة في كل مرة، وكان موضوع هذا العام “العاصفة”.
رُشِّح 12 عملاً للقائمة المختصرة، وحصل الفائز، جار، على جائزة قدرها 124 ألف دولار أمريكي.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني لـ، أوضح مدير مسابقة ” “، مايكل بنسون، بأنّ العواصف أصبحت سمة شائعة في حياة الكثيرين.
وكتب بنسون: “إنّها تعبير صارخ عن الجانب الجامح للطبيعة، والذي يتفاقم بشكلٍ كبير نتيجة الاختفاء المأساوي للأنواع المحلية، والذوبان المقلق لجليد القطب الشمالي، وتزايد وتيرة حرائق الغابات. كما أنّها السمة المميزة لعصرنا، حيث يبدو أنّنا نحبس أنفاسنا إلى الأبد تحسبًا لكارثة قادمة لا توصف”.
وثّق مصورون موضوع هذا العام حرفيًا، فتسلّط أعمالهم الضوء على العواصف وظواهر الطقس المتطرفة الآخذة في التزايد.
على سبيل المثال، التقطت المصورة الإيطالية، مارينا كانيف، الأثر طويل المدى للفيضانات والانهيارات الأرضية التي دمرت جبال الدولوميت شمال إيطاليا عام 1966، وحتمية الكوارث المستقبلية.
ومن جهتها، صوّرت كاميل سيمان المولودة في الولايات المتحدة العواصف الرعدية الضخمة التي يمكن أن تُنتج حبات بَرَد بحجم فاكهة “جريب فروت”.
كما كانت هناك أعمال جسّدت كلمة “عاصفة” بشكلٍ مجازي، مع تمثيلها الاضطرابات السياسية أو الاجتماعية، مثل توثيق المصور المجري، بالاز غاردي، للهجوم الذي تبع الانتخابات على مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 ينايركانون الثاني من عام 2021.
ويرى بنسون أنّ “صور الانقسامات الاجتماعية ناجمة من قضايا الاستدامة”، وشرح: “مع إجبار الأشخاص على ترك منازلهم بسبب ارتفاع منسوب المياه أو الحرارة الشديدة، تزداد مستويات الهجرة، ويؤدي ذلك بدوره إلى زيادة الانقسامات والصراعات الاجتماعية”.
ومع أنّ معظم الأعمال المرشَّحة للجائزة تُظهر مشاهد الدمار، والنزوح، والاضطرابات الاجتماعية، إلا أنها تُعدّ أيضًا أداةً محتملةً للتغيير.
وأكّد بنسون: “أصبحنا نشعر بلامبالاة متزايدة تجاه المشاكل الناجمة عن أزمة المناخ العالمية. هذه الصور تخترق هذه اللامبالاة، وتنقل النقاش إلى ما هو أبعد من اللغة، وتُعبّر عن الحاجة المُلحّة لاتخاذ الإجراءات”.
المصدر: cnn
 
				



