فن

رجل يحمل فوق رأسه صينية خبز على دراجة في مصر..مصور أزياء شهير

دبي، الإمارات العربية المتحدة () — لا شك أن للسفر العديد من الفوائد، من بين أبرزها اكتشاف وجهات وثقافات ربما لم نسمع بها من قبل.
من كولومبيا إلى مصر، جاب مصور الأزياء الشهير، ماريو تيستينو، العديد من دول العالم، بحثًا عن فرص لاستكشاف حكايات شعوبها وإبراز عاداتهم وتقاليدهم المتنوعة بعدسته في صور ملحمية.
في هذه السلسلة من الصور المثيرة للإعجاب، وهي جزء من مشروع تصوير فوتوغرافي مستمر يحمل عنوان ” ” (عالم جميل)، يسلّط تيستينو الضوء على عادة حمل الأغراض فوق الرأس، مثل صواني الطعام، والحقائب، والسجّاد، والأدوات اليومية.
أوضح تيستينو المولود في بيرو بمقابلة مع موقع بالعربية، أنه خلال أسفاره حول العالم، دائمًا ما ينجذب إلى ما يميز مكانًا معينًا، أي ما قد لا نراه في كل مكان.
وقال: “بعد أن أنهيت مشروع في بيرو، حيث وثّقت الأزياء التقليدية للبلاد، بدأت مشروعًا جديدًا بعنوان (عالم جميل)، يركّز على الأزياء التقليدية وما يميز كل ثقافة ويجعلها فريدة من نوعها”.
أثناء زيارته للسنغال، يتذكّر تيستينو أنه صادف “امرأة تسير في الشارع وتحمل حقيبة كبيرة فوق رأسها، وأخرى في يدها، وطفلًا على ظهرها”.
وقال: “أدهشني كيف يدير الناس حياتهم اليومية وهم يصنعون في الوقت ذاته أشكالًا نحتية من خلال اللون والشكل والتوازن، ما يعكس الكثير حول هويتهم”.
وتابع: “بينما واصلت السير، لاحظت مزيدًا من النساء يحملن أغراضهن بمثل هذه الطريقة”.
خلال زيارته إلى مصر هذا العام، يستذكر تيستينو أنه شاهد رجالا يقومون بموازنة كل شيء فوق رؤوسهم، مثل السجاد، وصواني الخبز، وأقفاص الدواجن.
وأوضح: “بالطبع، ليس من السهل عبور مدينة كاملة بهذه الطريقة، فهي مهارة ولدِت من رحم الحاجة. ومع ذلك، دون تفكير عميق، يفعل الناس ذلك برشاقة وأناقة تامة”.
يعتقد تيستينو أننا غالبًا ما نمر بمشاهد استثنائية في حياتنا اليومية من دون أن نراها حقًا، ونعتبرها أمرًا مسلّما به. وقد نلحظها بالفعل، لكننا لا نتوقف لنقدّرها أو نراها بصدق، حسبما ذكره.
وأضاف: “آمل أن يبدأ المشاهدون بملاحظة هذه الأشياء في حياتهم أيضًا، وأن يدركوا الجمال والمعنى الكامن فيها”.
أما عن كيفية اختياره للشخصيات في السلسلة التي تحمل عنوان “” (توازن)، فقد أشار تيستينو إلى أنه اعتمد فقط على ما رأه في الشوارع.
وأوضح: “أمضيت 35 عامًا في عالم الموضة، حيث كان يجب التحضير لكل شيء مثل الفكرة، والملابس، والعناصر، والشعر، والمكياج. في مشروع، لم أعد أنا من يحدد كيف يجب أن يبدو الناس. كل ما أفعله هو التقاط ما يلفت نظري، ما يصنع صورة جميلة ويحمل رسالة قوية. كل شخص ترونه في هذه السلسلة تم اختياره مباشرة من الشارع”.
رغم ذلك، لم يخل توثيق هذه السلسلة من التحديات، إذ قال: “الحقيقة أن غالبية الناس لا يفهمون لماذا قد أرغب في تصويرهم بملابس العمل، وفي يوم عادي تمامًا. فهم لا يتوقفون لتحليل ما إذا كان ما يرتدونه أو يحملونه فوق رؤسهم قد يبدو مثيرًا للاهتمام. هم فقط يركّزون على نقل الأغراض من مكان إلى آخر”.
ويسترجع تيستينو ما حدث مع المرأة التي صادفها في السنغال، إذ اضطّر للركض خلفها نزولًا من تلّة لإقناعها بالتقاط صورة لها، وفقا لما ذكره.
وقال: “كانت مصرّة على أنه يوم مزدحم بالنسبة لها، ولم تفهم لماذا قد يرغب أجنبي في تصويرها”، مضيفًا: “لحسن الحظ، كنت أرافق أشخاصا محليين يعملون معي، وقد شرحوا لها أن الأمر ببساطة هو أنني رأيت فيها شيئًا استثنائيًا أردت توثيقه. وكان الأمر يتعلق بحضورها الكامل، بشيء يتجاوز ما يمكن أن تراه هي في نفسها”.
وقد شارك تيستينو هذه السلسلة ضمن مشروع ” ” عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي “إنستغرام”، حيث يتابعه أكثر من 6 ملايين شخص.
وكتب تيستينو معلّقًا على إحدى صور سلسلة “”: “في مصر، أدهشني بشكل خاص رجل كان يقود دراجة هوائية بينما يوازن صينية خبز كاملة على رأسه. بدا الأمر مستحيلاً، لكنه نجح بطريقة ما”.
وأضاف أنه “تذكير بأن الجمال غالبًا ما يكمن في أكثر الأفعال بساطة”.
رأى تيستينو أن منصات التواصل الاجتماعي تُعد مثيرة للاهتمام، نظرا لأن تفاعل المستخدمين يعتمد بدرجة كبيرة على ما تظهره لهم وما يلفت انتباههم، حسبما ذكره.
وقال: “هذه السلسلة تحديدًا أثارت اهتمامًا هائلًا من أنواع مختلفة من الناس. وهذا، بالنسبة لي، هو الجزء الأكثر إثارة، إلى أي مدى يمكن لشيء أن يصل بمجرد أن تطرحه أمام العالم”.
يُعد تيستينو أحد أكثر مصوري الأزياء طلبًا في العالم. وقد عُرضت أعماله الفوتوغرافية في متاحف مرموقة حول العالم، بما في ذلك معرض اللوحات القومي في لندن، ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن، وغيرها.
في عام 2007، بدأ تيستينو تصوير الأزياء التقليدية في مدينة كوسكو، بموطنه الأصلي بيرو، وهناك اكتشف اهتمامًا أصبح لاحقًا أكثر مشاريعه طموحًا، أي ” “. منذ ذلك الحين، توسّع المشروع ليصبح تأمّلًا أوسع في كيفية تمكنّ المجتمعات حول العالم من الحفاظ على عاداتها وتفسيرها من جديد.
يحتفي مشروع ” ” بالعادات والتقاليد العالمية من خلال الأزياء والطقوس. وفي أكثر من 30 دولة، قام تيستينو بتصوير الطرق التي يعبّر بها الناس عن هويتهم ويحافظون على تراثهم من خلال الثقافة البصرية.

المصدر: cnn

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى