الندافة في العراق.. حكاية مهنة تتوارثها الأيدي وتغيبها الآلات

: . 20251025الندافة-في-العراق-حكاية-مهنة-تتوارثها-الأيدي-وتغيبها-الآلات-1106377730.
الندافة في العراق. . حكاية مهنة تتوارثها الأيدي وتغيبها الآلات
الندافة في العراق. . حكاية مهنة تتوارثها الأيدي وتغيبها الآلات
سبوتنيك عربي
في أحد أزقة بغداد القديمة، جلس، أبو علي، على عتبة دكانه الصغير، وتحيط به أكواما من القطن الأبيض وأصوات المكائن الحديثة، التي حلت محل “القوس” القديم. 25. 10. 2025, سبوتنيك عربي
2025-10-2510: 4600002025-10-2510: 4600002025-10-2510: 460000
حصري
العراق
أخبار العراق اليوم
العالم العربي: . . . 07901911063774320: 0: 1164: 6551920080007813663319608159028552.
يبدأ أبو علي حديثه لـ”سبوتنيك” بعينين تلمعان بحنين بعيد قائلا إن “مهنة الندافة توارثتها من أبي وعمي، حيث أن جميع العائلة كانوا يعملون بها وكان عمي خياط الملك نفسه”. ومنذ عام 1965، وأبو علي لم يعرف مهنة غير هذه، فقد بدأ وهو في سن العاشرة من عمره، ويحمل القطن على كتفيه، ويسير مع عمه إلى بيوت الناس في الأفراح. وتابع: “في حينها، لم تكن هناك مكائن ولا ورش حديثة، بل كان الندّاف نفسه ينتقل إلى الأعراس ليصنع الفراش للعرسان أمام أعين الناس، وسط الأغاني والفرح”. “لكن الزمن تغيّر الآن”، كما يقول أبو علي، موضحا أنه “ظهرت المكائن الحديثة، ودخلت المفروشات الجاهزة السوق، وتراجع دور النداف، اذ صار الناس يشترون الفراش الجاهز من المعامل والمحال التجارية، ولم يعودوا يستدعون الندّاف إلى البيوت”، على حد قوله. وتابع قائلا: “الآن المواطنون تشتري المفروشات بشكل جاهز، كون أسعار أرخص وتكون جاهزة، الآن نفتقد لصناعة المفروشات باليد”، مبينا أن “وجود القطن في العراق قد قلّ، والمكائن الجديدة تشتغل أسرع وأنظف”. صناعة تعبق برائحة القطنوتقوم مهنة الندّافة على تصنيع الفرشات، الوسائد، الأغطية، والمفارش الأرضية، باستخدام القطن والصوف والوبر. وكانت المواد تُحضّر محليا، لكن بعد تراجع زراعة القطن في العراق، صار كثير من الندّافين يعتمدون على القطن المستورد من الخارج. المهنة تحتاج إلى دقة وصبر وحس فني، فليس كل من يملك ماكينة يستطيع أن يكون ندّافا، النداف الحقيقي يعرف كيف “ينفش” القطن، وكيف يوزعه بالتساوي داخل اللحاف، وكيف يخيط الأطراف بخيوط متينة تُحافظ على الشكل والجمال. من القوس إلى المكينةفي الماضي، كان الندّاف يستعمل أدوات تقليدية مثل “القوس” الذي يشد به أوتار المصران ليضرب القطن فينتفخ كالغيم، و”الجك” الذي يُستخدم للفّ الفراش، أما اليوم، فقد استُبدلت هذه الأدوات بمكائن كهربائية مثل ” 48″ المنتشرة في المعامل. تحديات وصراع البقاءتواجه مهنة الندّافة اليوم تحديات كبيرة، فالمفروشات الجاهزة المستوردة من الصين وإيران بأسعار منخفضة أغرقت السوق، وقلّ الطلب على المنتجات اليدوية المحلية، ومع ذلك، لا يزال أبو علي متمسكا بحرفته التي ورثها عن آبائه: “الأشخاص الذين يعملون بهذه المهنة لا يفرّطون فيها، يمكن أن تنقرض، بس تبقى لها رائحة وذكرى”. لا تعد الندّافة مجرد مهنة، بل ذاكرة من قطن تعبق بروائح الزمن الجميل، وبين أصابع أبو علي المتشققة من أثر الإبرة والمكينة، تختبئ قصة جيل كامل صنع الدفء بيديه، قبل أن تغزوه برودة الصناعة الحديثة. : . 20190225المنجد-سوريا-أسرار-الحموات-الكنات-دمشق-1039320300. : . 20180909اعتقال-السعودية-محمد-صالح-المنجد-1035183863.
العراق
سبوتنيك عربي. .
749564566012025
سبوتنيك عربي. .
74956456601
الأخبار
سبوتنيك عربي. .
74956456601: . . . 079019110637743297: 0: 970: 655192008000943854981866102298. سبوتنيك عربي. .
74956456601
حصري, العراق, أخبار العراق اليوم, العالم العربي
حصري, العراق, أخبار العراق اليوم, العالم العربي
الندافة في العراق. . حكاية مهنة تتوارثها الأيدي وتغيبها الآلات
حصري
في أحد أزقة بغداد القديمة، جلس، أبو علي، على عتبة دكانه الصغير، وتحيط به أكواما من القطن الأبيض وأصوات المكائن الحديثة، التي حلت محل “القوس” القديم.
يبدأ أبو علي حديثه لـ”سبوتنيك” بعينين تلمعان بحنين بعيد قائلا إن “مهنة الندافة توارثتها من أبي وعمي، حيث أن جميع العائلة كانوا يعملون بها وكان عمي خياط الملك نفسه”.
ومنذ عام 1965، وأبو علي لم يعرف مهنة غير هذه، فقد بدأ وهو في سن العاشرة من عمره، ويحمل القطن على كتفيه، ويسير مع عمه إلى بيوت الناس في الأفراح.
وتابع: “في حينها، لم تكن هناك مكائن ولا ورش حديثة، بل كان الندّاف نفسه ينتقل إلى الأعراس ليصنع الفراش للعرسان أمام أعين الناس، وسط الأغاني والفرح”.
“قبل لا توجد مكائن. . كان الندّاف يذهب نحو عمل (الفراش) باليد، إذ يتم ندّافة القطن بالقوس، والجوز، والمصران (أحد اعضاء الغنم)، نقوم بربطه بالخشبة ومن ثم نبدأ العمل”، وفقا لحديث أبو علي.
“لكن الزمن تغيّر الآن”، كما يقول أبو علي، موضحا أنه “ظهرت المكائن الحديثة، ودخلت المفروشات الجاهزة السوق، وتراجع دور النداف، اذ صار الناس يشترون الفراش الجاهز من المعامل والمحال التجارية، ولم يعودوا يستدعون الندّاف إلى البيوت”، على حد قوله.
وتابع قائلا: “الآن المواطنون تشتري المفروشات بشكل جاهز، كون أسعار أرخص وتكون جاهزة، الآن نفتقد لصناعة المفروشات باليد”، مبينا أن “وجود القطن في العراق قد قلّ، والمكائن الجديدة تشتغل أسرع وأنظف”.
25 فبراير 2019, 12: 56
وتقوم مهنة الندّافة على تصنيع الفرشات، الوسائد، الأغطية، والمفارش الأرضية، باستخدام القطن والصوف والوبر.
وكانت المواد تُحضّر محليا، لكن بعد تراجع زراعة القطن في العراق، صار كثير من الندّافين يعتمدون على القطن المستورد من الخارج.
المهنة تحتاج إلى دقة وصبر وحس فني، فليس كل من يملك ماكينة يستطيع أن يكون ندّافا، النداف الحقيقي يعرف كيف “ينفش” القطن، وكيف يوزعه بالتساوي داخل اللحاف، وكيف يخيط الأطراف بخيوط متينة تُحافظ على الشكل والجمال.
في الماضي، كان الندّاف يستعمل أدوات تقليدية مثل “القوس” الذي يشد به أوتار المصران ليضرب القطن فينتفخ كالغيم، و”الجك” الذي يُستخدم للفّ الفراش، أما اليوم، فقد استُبدلت هذه الأدوات بمكائن كهربائية مثل ” 48″ المنتشرة في المعامل.
ويقول أبو علي وهو يشير إلى إحدى المكائن خلفه، إن “هذه الالة أسرع وأنظف، لكنها تذهب روح العمل والذكريات بعيدا، إذ أن مهنة الندافة كانت فن، اليوم أصبحت مجرد عمل اعتيادي”.
تواجه مهنة الندّافة اليوم تحديات كبيرة، فالمفروشات الجاهزة المستوردة من الصين وإيران بأسعار منخفضة أغرقت السوق، وقلّ الطلب على المنتجات اليدوية المحلية، ومع ذلك، لا يزال أبو علي متمسكا بحرفته التي ورثها عن آبائه: “الأشخاص الذين يعملون بهذه المهنة لا يفرّطون فيها، يمكن أن تنقرض، بس تبقى لها رائحة وذكرى”.
لا تعد الندّافة مجرد مهنة، بل ذاكرة من قطن تعبق بروائح الزمن الجميل، وبين أصابع أبو علي المتشققة من أثر الإبرة والمكينة، تختبئ قصة جيل كامل صنع الدفء بيديه، قبل أن تغزوه برودة الصناعة الحديثة.
المصدر: sarabic




