سياسة

الثورة الجزائرية: قصة مروحة اليد التي أوقعت الجزائر في فخ الاستعمار الفرنسي

الثورة الجزائرية: قصة مروحة اليد التي أوقعت الجزائر في فخ الاستعمار الفرنسي
يحيي الجزائريون في الأول من نوفمبرتشرين الثاني، اليوم الوطني الجزائري وهو ذكرى اندلاع ثورة التحرير الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي عام 1954.
وعلى مدى قرابة 132 عاماً، في الفترة ما بين 5 يوليوتموز عام 1830 وعام 1962، خاض الجزائريون “كفاحاً” ضدّ الفرسيين، وسقط “مليون شهيد” من أجل الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي.
فما قصة تلك الحرب؟
في 5 يوليوتموز عام 1830، سلم الداي حسين حاكم الجزائر العاصمة مدينته للقوات الفرنسية ليبدأ الاحتلال الفرنسي للبلاد، والذي انتهى في 5 يوليوتموز عام 1962، أي بعد نحو 132 عاماً شهدت عمليات مقاومة بدأت من الأمير عبد القادر الجزائري، وصولاً إلى جبهة التحرير التي شنت حرب استقلال استمرت من عام 1954 وحتى عام 1962.
وقبل عام الاحتلال بثلاث سنوات، وتحديداً عام 1827، وقعت حادثة “مروحة الداي” التي اعتبرتها فرنسا إهانة لها، وبدأت على إثرها حصاراً للجزائر استمر ثلاث سنوات.
ويقول موقع نيشنز أونلاين إن الداي حسين ضرب قنصل فرنسا على وجهه بمروحة يده ثلاث مرات عندما لم يجب القنصل على سؤال الداي بشأن ديون فرنسا للجزائر.
وقد اعتبرت فرنسا ذلك بمثابة إهانة، وفرضت على إثرها حصاراً على الجزائر.
وكان الفرنسيون يسعون في ذلك الوقت إلى استعادة هيبة الملكية والتوسع الاستعماري، ورغم أن الثورة أسقطت حكم أسرة البوربون عام 1830، إلا أن فرنسا واصلت مخططاتها بشأن الجزائر وتم الاحتلال.
تدفق الكثير من المهاجرين الأوروبيين، خاصة من المزارعين والأيدي العاملة من جنوب إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، إلى الجزائر، وصادرت السلطات الاستعمارية أراضي القبائل والقرى والأوقاف وأعادت توزيعها على المهاجرين.
الأمير عبد القادر
في عام 1832، بايع الجزائريون الأمير عبد القادر لقيادتهم ضد الاحتلال، فاتخذ من مدينة المعسكر عاصمة له، وبدأ في تكوين جيش ضدّ الفرنسيين، وحقق انتصارات ضدهم.
أدت انتصارات عبد القادر إلى إجبار الفرنسيين على إبرام هدنة معه، فكانت اتفاقية تافنا عام 1838 التي اعترفت فيها فرنسا بسيادة الأمير الجزائري على غرب ووسط البلاد.
وشرع الأمير عبد القادر بعد هذه الاتفاقية في تشكيل حكومة وتنظيم الدولة ومكافحة الفساد.
وبعد مقاومة مريرة، اضطر الأمير عبد القادر وأنصاره للاستسلام للقوات الفرنسية عام 1847، بشرط السماح بانتقاله إلى الإسكندرية أو عكا، لكنه نُقل إلى فرنسا وسُجن هناك.
وقرر رئيس الجمهورية الفرنسية، لويس نابليون، لاحقاً إطلاق سراحه، فسافر إلى تركيا عام 1852، ومنها إلى دمشق عام 1855، حيث توفي عام 1883.
حرب التحرير
في مارسآذار عام 1943، قدم القيادي الجزائري فرحات عباس بيان الشعب الجزائري للإدارة الفرنسية، ووقع عليه 56 من القيادات الجزائرية والدولية. وطالب البيان بدستور يضمن مشاركة فورية وقانونية ومساواة للجزائريين.
نظم الجزائريون مسيرة عام 1945 واجهها الفرنسيون بالعنف، ولقي آلاف الجزائريين حتفهم في تلك الأحداث.
وفي عام 1947، وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية على قانون يدعو لإنشاء برلمان جزائري بمجلسين، أحدهما يمثل الأوروبيين والآخر الجزائريين، وهو الأمر الذي رفضه الجزائريون.
ثم بدأت حرب الاستقلال في الأول من نوفمبرتشرين الثاني عام 1954، والتي واجهتها قوات الاحتلال بالعنف. وارتفع عدد القوات الفرنسية في الجزائر ليصل إلى نحو 400 ألف جندي بحلول عام 1956.
في فبرايرشباط عام 1959، أصبح شارل ديغول رئيساً للجمهورية الخامسة.
وفي سبتمبرأيلول من نفس العام، تحدث عن حق تقرير المصير للجزائريين، وهو ما اعتبره المستوطنون الفرنسيون خيانة لهم، فقاموا بتمرد في الجزائر، مدعوم من بعض وحدات الجيش، إلا أن التمرد فشل، ومثّل ذلك نقطة تحول في الموقف الرسمي الفرنسي.
وفي مايوأيار 1961، انطلقت محادثات أفيان بين الحكومة الفرنسية وجبهة التحرير، وأسفرت عن اتفاقات أفيان، والتي حددت مهلة ثلاث سنوات يختار بعدها الأوروبيون بين الجنسية الجزائرية أو يُعتبرون غرباء.
وفي الثالث من يوليوتموز عام 1962، تم توقيع مرسوم استقلال الجزائر، غير أن جبهة التحرير أقرت الخامس من يوليوتموز يوماً للاستقلال لمسح ذكرى الاحتلال من التاريخ.
ومنذ ذلك الوقت، تحتفل الجزائر بذكرى الأول من نوفمبرتشرين الثاني كيوم لبداية الثورة الجزائرية، وأصبح اليوم الوطني الذي مهّد لاستقلال البلاد.

المصدر: bbc

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى